يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ
وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً )) لا تسمعي للناعقين، الذين يغمزون ويلمزون ..
فما زالوا بأختك في أماكن أخر حتى نزعوا عنها حجابها ..
فهل رضوا بهذا ؟ لا، نزلوا إلى ثوبها ..
حتى قصرت من هنا أصبعاً ومن هناك أصبعاً ..
إلى أن ألقوا بها على شاطئ البحر عارية تماماً
من كل شيء، إلا الشيء الذي يقبح مرآه، ويجمل ستره
ثم تركوها تمشي في الشارع، كاسية عارية، مائلة مميلة ..
لا يكلف أحدهم نيل إحداهن (من هذا الكائن المشوه)
إلا أن يشير بيده، فتترامى عليه
لا يحجزها دين، ولا يمنعها عرف، ولا يمسكها حياء
قد هانت حتى صار عرضها يبذل..
في ملء بطنها وستر جسدها..
ويل لها من النار
أين هي من ..
حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر،
ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة
البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها،
وأن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"
فليس في الدنيا أكرم منك وأطهر، ما تمسكت بدينك
وحافظت على حجابك، وتخلقت بأخلاقك الحسنة .
فمن نساء الغرب من تحارش الرجال صناعاتهم الثقيلة
إنها ممتهنة في عقر دارها، تربح المال من لديها جمال
فإن ذهب جمالها رموها كما ترمى ليمونة امتص ماؤها
لكننا قلدناهم، تركنا الحسن، وأخذنا القبيح ..
من تمثيل، وغناء ، وفن، ورقص .
كأننا ما خلقنا إلا للغناء والطرب والفن والرقص.
ولابد من شكوى إلى ذي مروءة *** يواسيك أو يسليك أو يتوجع
أقول لك: أنت الآن صبية جميلة وأنت إلى الخامسة والعشرين تطلبين وبعد ذلك تطلبين
فإن طرق داركم من ترضين دينه وخلقه
فلا تترددي في قبوله ولا تتمنعي ولا تسوفي ..
فإن الجمال والصبا لا يدومان ..
فإما المرض، وإما القبر.
نعم القبر الذي لابد لكل حي منه القبر
يا ابنتي الذي يفد إليه كل يوم وفود البشر
محمولين على أيدي آبائهم وأمهاتهم وأحبابهم
ليقدموهم بأنفسهم هدايا ثمينة إلى الدود
تم يخلون بينهم وبينه يأكل لحومهم ويمتص دماءهم
ويتخذ من أحداق عيونهم، ومباسم ثغورهم مراتع يرتع فيها
كما يشاء بلا رقبى ولا حذر من حيث لا يملك مالك
عن نفسه دفعا، ولا يعرف إلى النجاة سبيلا .
نعم يا ابنتي.
هو الموت ما منه مـلاذ ومهـرب *** إذا حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نـؤمل آمـالاً ونـرجو نتـاجها *** لعـل الردي فيما نرجيه أقرب
ونبني القصور المشمخرات في الفضا *** وفي علـمنا أنا نمـوت وتخرب
الموت- يا ابنتي- يقتحمك بلا موعد ويدخل بلا استئذان:
(( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ))
وامتثلي لأوامر الله عز وجل وغضي البصر عن النظر المحرم
طاعة لقول ربك عز وجل:
(( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى
جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء
بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي
إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ
التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا
عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن
زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))
فللسان زنا، وللبصر زنا ..
واستمعي إلى قول نبيك صلى الله عليه وسلم وهو يقول
"إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة،
فزنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تتمنى وتشتهي،
والفرج يصدق ذلك أو يكذبه "
وقد رأى عليه الصلاة والسلام عذاب أهل الزنا عياذاً بالله فقال:
"فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع،
يتوقد تحته نار، فإذا اقترب ارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا،
فإذا خمدت رجعوا، فيها رجال ونساء عراة، فقلت: من هذا؟
قالا: انطلق " فلما أخبراه قالا: "... والذي رأيته في الثقب
هم الزناة"
فالبدار البدار يا ابنتي وباب التوبة مازال مفتوح..
"إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار،
ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.. "
ويقول سبحانه:
(( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ
لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))
لبيك يا رب، فعجلي- يا ابنتي- ولا تسوفي
فلا تساوي هذه اللذة بتلك الآلام
ولا تشتري هذه البداية بتلك النهاية..
فسُمُو هذا الدين وشرفه أنه يبني النفس الإنسانية
ويربيها على قاعدة
( (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) )
وأن مبدأ الثواب والعقاب فيه مرتكز على قاعدة:
((فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7)
وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (8) ))
نصيحة من يحب لك الخير، ويتمنى لك الرفعة
ففكري فيها ..
وضعيها نصب عينيك، واحملي عقلك دائماً في رأسك
لا تنسيه أبداً ..
لا تنسيه في قصة غرام، أو ديوان غزل،
أو بين صفحات مجلة، أو عبر حرارة الهاتف،
أو أمام شاشة التلفاز، أو عند نظرات ذئب جائع
أو بين معسول حديثه ،
ضعي عفتك وكرامتك وشرف أهلك بين عينيك.
تعرفين جيداً كيف تردين أي شيطان ..
فإن أفسق الرجال وأجرأهم على الشر
يخنس ويبلس ويتوارى إن رأى أمامه فتاة متسترة
مرفوعة الهامة، ثابتة النظر، تمشي بجد وقوة وحزم
لا تلتفت تلفت الخائف ولا تضطرب اضطراب الخجل
حينئذ يطرح الذئب عن جلده فروة السباع ..
وينزل من على الجدار، تائباً مستغفراً..
ليطرق الباب في الحلال
رجلاً وسط أهله وعشيرته
بل ويستشفع بأهل الخير والصلاح
ليشفعوا له عند أبيك، كي يمدحوه بالدين والخلق
فكفى بالدين والخلق مدحاً أنه ينسب إليهما كل أحد
وكفى بالرذيلة والخديعة مذمة أن يتبرأ منهما كل أحد
مرفوعة هامتك، عزيز جانبك ..
إلى بيت الشرف والكرامة..
يا صانعة الرجال .. للأمانة استعنت ببعض الكتب في كتابة الموضوع فقمت بقرأتها وتلخيصها ..
وكان ودي أكتب كل شيء وأضيف أشياء ثانية من مصادر أخرى ..
لأهمية الموضوع
للأسف الكثير من الفتيات انجرفنا في هذا التيار باسم الحب والزواج ..
فكانت النهاية مؤلمة وكان صوت حالهن يحذرن أخواتهن حتى لا يقنعن بهذا التيار ..
وقرأت قصص كثيرة وسمعت عن لسانهن يروين ما حدث لهن ..
بكل حسرة وندم ..
بعد ان تخلى عنهن القريب والبعيد ...
بس قلت ما أبغى الموضوع يكون أطول من كذا ..
الكتب هي :
يا ابنتي
الذئاب لا تعرف الوفاء
إعداد / خليل بن ابراهيم أمين
لصوص الأعراض